مواضيعتعليمعلماءالربيع بن حبيب الفراهيدي

الربيع بن حبيب الفراهيدي

بواسطة : admin | آخر تحديث : 15 مارس، 2021 | المشاهدات: 514

الربيع بن حبيب الفراهيدي

هو الإمام المحدث أبو عمرو الربيع بن حبيب بن عمرو بن الربيع بن راشد بن عمرو الأزدي الفراهيدي العماني، ثالث أئمة أهل الحق والاستقامة بعد جابر وأبي عبيدة.

نشأته وعلمه

وُلِدَ بغضفان إحدى قرى الباطنة من ساحل عمان حوالي سنة 75هـ، فنشأ في كنف أبيه الصالح حبيب بن عمرو ثمَّ سكن محلة الخريبة في البصرة لطلب العلم، فأدرك الإمامَ جابر والربيع شابٌّ فكان الإمام جابر أحد شيوخه، وكذا أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وضمام بن السائب، وصالح الدهان، يقول الربيع عن نفسه: “إنما حفظت الفقه عن ثلاثة: أبي عبيدة وضمام وأبي نوح”، ولم يقتصر الإمام الربيع في تتلمذه على أهل الدعوة فتعلم على يد غيرهم كمحمد بن سيرين ومجاهد بن جبر وعطاء بن أبي رباح وبلغ عدد شيوخه زهاء خمسة وعشرين شيخًا.
من تلاميذه حملة العلم إلى عمان: بشير بن المنذر وموسى بن أبي جابر ومنير بن النيّر، ومن حضرموت أبو أيوب وائل بن أيوب، ومن خوارزم وخراسان أبو غانم بشر بن غانم الخراساني وأبو هاشم جرير بن نافع الخراساني، ومن مكة أبو سفيان محبوب بن الرُّحَيل، ومن العراق أبو زكريا يحيى بن زكريا الموصلي وغيرهم كثير؛ فللّه درّها من همة.
كان شيخه أبو عبيدة يقدّمه في الفتوى وينعته بـ”ثقتنا وأميننا” وهو أخص تلاميذه، وقلَّما تجد مؤلفًا إباضيًّا منذ القرون الأولى لم يذكر الإمام الربيع، ووثقه يحيى بن معين وابن شاهين، وقال الإمام أحمد بن حنبل في ترجمة الهيثم بن عبد الغفار الطائي: “كَانَ يقدم علينا من الْبَصْرَة رجل يُقَال لَهُ الْهَيْثَم بن عبد الغفار الطَّائِي يحدثنا عَن همام عَن قَتَادَة رَأْيه وَعَن رجل يُقَال لَهُ الرّبيع بن حبيب عَن ضمام عَن جَابر بن زيد …”، وذكره ابن حبان في الثقات والبخاري في التأريخ الكبير ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.
احتلَّ الربيع بعد وفاة شيخه أبي عبيدة مكانَ الصدارة تدريسا وتأليفًا وإفتاء، وأسهم في الحركة العلمية بالبصرة، فأشرف على حملة العلم ووجَّههم إلى عمان واليمن وخراسان، وخلفَ شيخَه أبا عبيدة في تسيير أمور الدعوة وحصر الأتباع والإشراف على الدول الإباضِيَّة وحَلِّ قضاياها والحج وتوزيع الصدقات.
وللإمام الربيع مكانة جليلة في قلوب أتباع المدرسة الإباضِيَّة، فقد كان مستشارا مطاعًا في أوساط علماء الدعوة، ومرجعًا لسياسات الدول التي أنشأها أبو عبيدة في المغرب وعمان، فعندما وقع الخلاف بين الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم وبين الذين أنكروا إمامته رضي الفريقان بالربيع بن حبيب حكما بينهم، فكتب إليهم بالرد.
وحين بلغ الإمامَ الربيعَ أمرُ الخوارج قال: “دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل، فإن بقوا على قولهم فخطأهم محمول عليهم وإن تجاوزوا إلى الفعل حكمنا فيهم بحكم اللَّه”.

أشهر أعماله

له مجموعة من الفتاوى والمراسلات في العبادات والمعاملات.
والرسالة الحجة في حَلِّ بعض المسائل التي وقعت بين مشايخ أهل الدعوة ألَّفَها بالاشتراك مع وائل بن أيوب الحضرمي ومخلد بن عمرو.
يذكر الشَّيخ خميس بن سعيد الشقصي في منهج الطالبين أنَّ ناسًا من أهل البصرة قالوا: انظروا لنا رجلًا قريب الإسناد ورعًا حتى نكتب عنه وترك ما سواه، فنظروا، فلم يجدوا غير الربيع بن حبيب، فطلبوا منه ذلك، وأخذوا على هذا عهدا، ثمَّ إنَّ الربيع خاف أن يشيع ذلك فأغلق عليه بابه إلا من أتاه من إخوانه وألَّفَ مسنده بما يقرب من 743 حديث و27 أثر موقوف ومقطوع بحيث تصوّر المذهب الإباضِيَّ في الفقه والعقيدة، ولم يجعل همه أن يجمع الأحاديث جمعًا عامًّا يستوعب ما حفظه ويستوفي ما تلقَّاه عن السلف.
بلغ عدد الصحابة الذين روى عنهم الإمام الربيع 45 صحابيا، وجاء أغلب المسند ثلاثي الإسناد فهو يروي عن شيخه أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن الصحابيِّ، علّق الإمام الربيع على أحاديثه التي رواها، وشرح غريب الحديث، كما ألحق بالمسند مجموعة من آثار الصحابة والتابعين.
روى المسند عن الإمام الربيع تلميذه محبوب بن الرُّحَيل، ورواه عن محبوب ابنه محمد بن محبوب، ثمَّ إنَّ المسند انتشر عن طريق حملة العلم في المشرق والمغرب.
ويتسم رجال المسند بأعلى درجات الضبط والحفظ والفقه وطول الملازمة، من هنا يقدّم الإباضِيَّة مسند الإمام الربيع على غيره ويعدّونه أصح كتاب بعد القرآن الكريم مع أخذهم بغيره من كتب السنة والحديث.
لم يشتهر المسند في أوساط المسلمين عامَّة لظروف-أغلبها- سياسية كان يفرضها خصوم الإباضِيَّة عليهم.

وفاته

تُوفِّيَ الإمام الربيع بين عامي(175 – 180هـ)، وفي بلدة غضفان من لوى التابعة لمحافظة الباطنة في عمان قبر ينسب إليه، ولما بلغ العلَّامَة موسى بن أبي جابر خبر وفاته صلى عليه صلاة الغائب في إزكي، وخَلَفَهُ في قيادة الدعوة أبو أيوب وائل بن أيوب الحضرمي.

الكلمات المفتاحية: