مواضيعقصصقصص عالميةقصة جنرال الأخلاق الطيبة في الصين

قصة جنرال الأخلاق الطيبة في الصين

بواسطة : admin | آخر تحديث : 14 مارس، 2021 | المشاهدات: 320

جنرال الأخلاق الطيبة في الصين

جاء انتشار المذهب في الأمصار نتيجة لبذرة صالحة غرسها أئمة المذهب في البصرة ثمَّ توزعت ثمراتها إلى بقية الديار الإسلاميَّة عن طريق الدعاة والتجار إلى المغرب الإسلاميِّ، وعمان وخراسان، واليمن، والحجاز، وزنجبار، ومصر، والأندلس وغرب أفريقيا وغيرها من الأماكن النائية، مثل الصين، والملايو، وإندونيسيا، عن طريق التجار والرحالة الإباضِيَّة.
ويرتبط نشر الإسلام في شرق الصين -خاصَّة- بداعية إباضِيَّ مشهور ملُقِّب بأبي عبيدة الصغير تشريفًا وتكريمًا، وقد وصل إلى ميناء كانتون (جوانجو) الصيني حوالي 133هـ.
هو عبد اللَّه بن القاسم بن سابور البسيوي، من قرية بسيا التابعة لمدينة بهلى العمانية، وسكن صحار.
أخذ العلم عن أبي عبيدة، ومن بعد أخذ عن الربيع، وهو أحد الذين روى عنهم أبو غانم الخراساني مدونته.
اشتهر بعلمه الواسع وكان رجلًا وقورًا زاهدا مع ثروته الهائلة، فكان يزور الفضل بن جندب الصحاري بالبصرة فيجد عنده أقراص الخبز والملح فيأكل منها.
وقد كان مثالا نادرًا للتاجر المسلم الداعية حتّى لقبه الإمبراطور الصيني (سون- ين- زون) بـ: (جنرال الأخلاقية الطيبة).
من ذلك أنَّه اشترك مع بعض التجار في تجارتهم فكان أن اشتروا العود من تاجر بعد أن عابوا بضاعته حتى يزهد ثمنه، فلَمَّا خرجوا أقبلوا يمدحونه، فقال: “سبحان اللَّه، تعيبون عودا بلا عيب، ردوا علي رأس مالي.”فردوا عليه ماله.
كان أبو عبيدة الصغير رئيسا لمنطقة سكنى العرب والأجانب الآخرين في مدينة (قوانتشو) وقد كانت له ممتلكات وافرة وأموال طائلة قد تجاوزت دخل التجارة الخارجية السنوية لحكومة أسرة (سون) الصينية.
ولأن الدعوة كالغيث أينما وقع نفع، كان خط سير التجار الدعاة يَمُرّ ُبجزر جنوب آسيا فأسسوا المدن وبنوا المساجد وكان أحدُهم وهو العالم عبد العزيز العماني سببَ إسلام مملكة “يملكا” في أرخبيل الملايو من جنوب شرق آسيا عام 1414م كما يخبرنا التأريخ الماليزي، ووصل التجار الدعاة بمتاجرتهم إلى أقصى شمال الصين، إلى مدينة قانصوا وبلاد الشيلا التي يعتقد أنها الآن بلاد كوريا واليابان.
وهكذا استطاع الداعية أبو عبيدة البهلوي من خلال تجاربه وتجارته وأخلاقه الإسلاميَّة العالية أن ينشر الإسلام سواء على يديه أو على يدي زملائه من التجار العمانيين الآخرين الذين قصدوا الصين، إذ نجد الشماخي يذكر في (سيره) عالمًا إباضِيَّا آخر وصل هذه الديار وهو النضر بن ميمون، ويقول عنه أنَّه كان من خيار التجار المسلمين.
(-انظر: محمد صالح ناصر؛ منهج الدعوة عند الإباضِيَّة).

الكلمات المفتاحية: