مواضيعالآدابمتفرقات أدبيةعيناك ضالة المؤمن

عيناك ضالة المؤمن

بواسطة : admin | آخر تحديث : 26 ديسمبر، 2020 | المشاهدات: 264

عيناك ضالة المؤمن

أهذا غيابك أم عذابك يا فلانة..؟ اهو طريق يتحتم على أن أسلكه..؟ أهو إنتظار أم قرار..؟ إن غيابك جسد له خوار..!

أنا لا أنتظرك.. بل ألقن قلبي كلمات لم يعتدهن، وأفكر في كلمات لم أقلها من قبل، وكلمات قلتها بين يديك وعادت إلي شواظاً من نار، وكلمات بكيت من أجلهن.. حتى صارت شعراً يخرج الودق من خلاله، وكلمات.. وكلمات.. وكلمات، لكن غيابك إختبار الغيب لقدرة التسليم، وطريق القلب إلى كنز لا يفنى، فإذا عدت.. فقد إنفرجت حلقاتها، وإن لم تعودي.. فقد أكل الطير من رأسي..!

يا فلانة.. صوتك غائب مرفوع إلى جسدي، وحروفك تقطع صدري كشارع واسع تعبره طفلة شقية، وهاؤك قمر يضع ساقاً على ساق.. ويشرب القهوة، وعيناك ضالة المؤمن.. إذ كنت ولا زلت حكمتي التي أتجاهل من خلالها العالم..!

أتعودين يا فلانة..؟ أم لك في الغياب حياة..؟ إذ من الصعب على الشاعر إنتظار قصيدة، ومن السهل عليه التفريط بأخرى، وأنا لا أجرب قصائداً حتى ولو أفضت إليك، ولا أكتب من أجل نساء العالم.. يا كل نساء العالم، أنا أطرق السمع لساقين من عاج، تقطعان صمت غيابك البارد..!

يا فلانة.. كيف أناديك بصوت يخرجه البكاء..؟ صوت أعلق عليه رجائي كما تعلق إمرأة معطفها على الباب.. منهكة من مطر لا يتوقف، وناقمة من وحدة تشعل قلبها ولو لم تمسسه نار، وساخطة على هاتف لا يضيء على إسم تحتفظ بحروفه، ولا تعرف تفاصيل صاحبه..!

لا تكوني موتي يا فلانة، لقد وجدتك في لحظة لا أعرف إسمها، لكنها عظيمة، وسمعت صوتك في لحظة عظيمة، وفقدتك في لحظة ظننت فيها أن الحب عارض ممطرنا، لكنه عذاب شديد..!

 

الكلمات المفتاحية: