مواضيعالاسلامتفسير القرآن الكريمتفسير قوله تعالى ” أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم “

تفسير قوله تعالى ” أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم “

بواسطة : admin | آخر تحديث : 16 يناير، 2021 | المشاهدات: 271

تفسير قوله تعالى ” أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم “

[ ص: 311 ] ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ( 10 ) ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ( 11 ) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ( 12 ) وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ( 13 ) ) .

يقول تعالى : ( أفلم يسيروا ) يعني : المشركين بالله المكذبين لرسوله ( في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ) أي : عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم ، أي : ونجى المؤمنين من بين أظهرهم ; ولهذا قال : ( وللكافرين أمثالها )

ثم قال : ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) ، ولهذا لما قال أبو سفيان صخر بن حرب رئيس المشركين يوم أحد حين سأل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وعن أبي بكر وعمر فلم يجب ، وقال : أما هؤلاء فقد هلكوا ، وأجابه عمر بن الخطاب فقال : كذبت يا عدو الله ، بل أبقى الله لك ما يسوؤك ، وإن الذين عددت لأحياء [ كلهم ] . فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، أما إنكم ستجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ، ثم ذهب يرتجز ويقول : اعل هبل ، اعل هبل . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” ألا تجيبوه ؟ ” قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : ” قولوا : الله أعلى وأجل ” . ثم قال أبو سفيان : لنا العزى ، ولا عزى لكم . فقال : ” ألا تجيبوه ؟ ” قالوا : وما نقول يا رسول الله ؟ قال : ” قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم ” .

ثم قال [ تعالى ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي : يوم القيامة ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ) أي : في دنياهم ، يتمتعون بها ويأكلون منها كأكل الأنعام ، خضما وقضما وليس لهم همة إلا في ذلك . ولهذا ثبت في الصحيح : ” المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ” .

ثم قال : ( والنار مثوى لهم ) أي : يوم جزائهم .

وقوله : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك ) يعني : مكة ، ( أهلكناهم فلا ناصر لهم ) ، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لأهل مكة ، في تكذيبهم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المرسلين وخاتم الأنبياء ، فإذا كان الله – عز وجل – قد أهلك الأمم الذين كذبوا الرسل قبله بسببهم ، وقد كانوا أشد قوة من هؤلاء ، فماذا ظن هؤلاء أن يفعل الله بهم في الدنيا والأخرى ؟ فإن رفع عن كثير منهم العقوبة في الدنيا لبركة وجود الرسول نبي الرحمة ، فإن العذاب يوفر على [ ص: 312 ] الكافرين به في معادهم ، ( يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) [ هود : 20 ] .

وقوله : ( من قريتك التي أخرجتك ) أي : الذين أخرجوك من بين أظهرهم .

وقال ابن أبي حاتم : ذكر أبي ، عن محمد بن عبد الأعلى ، عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما خرج من مكة إلى الغار أراه قال : التفت إلى مكة – وقال : ” أنت أحب بلاد الله إلى الله ، وأنت أحب بلاد الله إلي ، ولو أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك ” . فأعدى الأعداء من عدا على الله في حرمه ، أو قتل غير قاتله ، أو قتل بذحول الجاهلية ، فأنزل الله على نبيه – صلى الله عليه وسلم – : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم )

الكلمات المفتاحية: