مواضيعتعليمعلماءمكانة السنة عند الإباضِيَّة

مكانة السنة عند الإباضِيَّة

بواسطة : admin | آخر تحديث : 15 مارس، 2021 | المشاهدات: 239

مكانة السنة عند الإباضِيَّة

يعدَّ الإباضِيَّة السنة المطهرة مصدرًا أصيلا في الدين تنزع منه أحكام الشريعة بجانب القرآن الكريم، ويتجلى ذلك الظهور عبر حلقات المذهب من عهد مؤسسه الإمام جابر مرورًا بتلاميذه ومن سلك مناهجهم وانتهاء بالمتأخرين منهم، فقد قال الإمام جابر في إحدى رسائله: “ولا يستقيم للناس ما خالفوا السنة”، ويقول خليفته أبو عبيدة: “إن المسلم إمامه القرآن، ودليله سنة رسول اللَّه -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم-، لا يحب إلا ما أحب اللَّه ورسوله -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم-”، وأمَّا أبو غانم الخراساني فكان كثيرًا ما ينقل في مدونته عن أشياخه قولهم: “ولو نعلم أنَّ النبي -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- فعل ذلك لأخذنا به”، وهذا الإمام أبو سعيد الكدمي يقول: “والراد لقول رسول اللَّهّ كالراد لقول اللَّه، إذا لم يتأول في ذلك تأويلا لقول رسول اللّه -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- نصًّا فهو بذلك مشرك”، ويأتي معاصره الإمام ابن بركة مؤيدًا له فيقول: “ولا حظ للنظر مع وجود السنة”، ويتلاحم الموقف المغربي مع الموقف المشرقي، فيقول عالم المغرب الإسلاميِّ أبو يعقوب الوارجلاني: “لا تقليد إلا لصاحب هذا القبر، وأمَّا الصحابة فهم أولى بالاتباع لعهدهم برسول اللَّه -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- وأمَّا التابعون فهم رجال ونحن رجال”، كما يقول الإمام قطب الأئمة اطْفَيِّش الجزائري: “ومن بلغه حديث فلا يجوز له العمل برأي إلا في تفسير ذلك الحديث أو تأويله”، وها هم رجال المدرسة المتأخرين الذابِّين عن حرمات الدين يسيرون على نفس النهج، فيقول أحدهم، وهو الإمام الرباني جاعد بن خميس الخروصي: “وإياك أن تلتفت إلى من قال بل إلى ما قال”، ويأتي تلميذ مدرسته الإمام سعيد بن خلفان الخليلي فيقول مشددا النكير: “ومِن العَجَبِ أن أَنُصَّ لكَ عن رسول اللَّه -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- وأنتَ تُعارِضُني بِعلماءِ بيضةِ الإسلام مِن غيْر دليلٍ ولا واضحِ سبيل، أَلَيْسَ هذا في العيان نوعا مِن الهذيان؟!”، وعلى حين غرة من الزمان يجيء مجدد القرن الرابع عشر الهجريِّ الإمام نور الدين السالمي صائغًا شتات فكر المتقدمين والمتأخرين في ثنايا عبارات رصينة فيقول:
ولا تناظر بكتاب اللَّه//ولا كلام المصطفى الأواه
معناه لا تجعل له نظيرًا//ولو يكون عالمًا خبيرًا
ويأبى تلميذه الإمام محمد بن عبد اللَّه الخليلي إلا أن يسير على نهج جده -رضوان اللَّه عليهم- فإذا بنا نراه يقول: “وقولٌ بِخلاف الحديث يُضْرَب به عُرْض الحائط”، وإذا بهذه المدرسة تخرج نباتًا طيبًا يانعًا، يقول سماحة الشَّيخ العلَّامَة أحمد بن حمد الخليلي: “ولا عبرة بقول يخالف الحديث الصحيح، فالسنة حجة على غيرها ولا يكون غيرها حجة عليها”.”

الكلمات المفتاحية: